محتويات المقال
تتنوّع ثقافات الأمم وتعابيرها، حيث أنّ لكل أمة خصائصها ومميزاتها، والتي تعبّر من خلالها وتشير إلى الكثير من المعاني المختلفة، ومن أبرز الأمم في تاريخ الحضارة الإنسانية، أمّة اليونان، تلك الحضارة العظيمة والتي أنتجت لنا العديد من المعارف، بل أسس لنا مفاهيم جديدة بشكل كلي، فهي التي أنتجت لنا مصطلح “الفلسفة” والذي يعني “حب الحكمة” حتى صار وسيلة فكرية ومنهاجا أصيل في المعارف، كذلك الأمر أنتجت لنا العديد من المصطلحات الأخرى والذي كان منها “البيداغوجيا” فما هو أصل هذا المصطلح، وإلى ماذا يشير، وهل هو المرادف الحقيقي “للتربية” ؟ هذا ما سوف نستعرضه لكم من خلال مقالتنا عن “البيداغوجيا” فتفضلوا بقراءة باقي فصول المقال.
اليونان واسهامات الإغريق الفكريّة:
لقد اشتهر الإغريق اليونان في عصرهم الذهي، بحضارة عظيمة، وتقدّم فكري لامع أثرى وأفاد التاريخ البشرية برمته، فإذا ما تحدثنا عن الإغريق لا بدّ أن نستحضر على الفور الفلسفة، والتي كانت من أبرز المجالات التي استحدثها الإغريق وعملوا من خلالها على تفسير العالم والموجودات، وإلى جانب الفلسفة، عرف الإغريق أيضا بالعديد من الانجازات الفكرية الكبيرة، في العلوم، وعلم النفس، والجغرافيا، والتاريخ، وغيرها، فمن منّا لا يعرف معلّم البشرية: “أرسطو” أو “أفلاطون” أحد أساتذة العالم الكبار، وعلى هذا الأساس، فإن الإغريق كانت لهم اسهامات عظيمة في ركب التاريخ الانساني، انجازات كان لا بدّ من الإشارة إليها، والتي من ضمنها صكّ مفهوم البيداغوجيا، فما معنى هذا المصطلح؟ هذه ما سوف نوضحه لكم في باقي فصول المقال.
المفهوم الواضح للبيداغوجيا:
مثله مثل العديد من المصطلحات التي تمتاز بالليونة والسعة، يعدّ مصطلح البيداغوجيا، من المصطلحات التي يصعب تحديد مفهومها في عبارة واحدة، ولكن كل إنسان يقارب حقيقة المصطلح حسب مفهومه الخاص، ولكن على أي حال، نستعرض اليوم لكم أهم المفاهيم عن هذا المصطلح، والتي من أبرزها:
- يعرف “روني أوبير” البيداغوجيا انها، منهاجا غير العلم أو الفلسفة، أو الفنّ، حيث أنها طريقة مختلطة من هذه المناهج كلها منظمة وفق منطق معين.
- تعرّف عند البعض على أنها نظام تربوي خلص يعني بتزكية النفس.
- تعرف بشكل عام على أنها مجموعة من طرق التدريس.
مفهومنا الخاص عن البيداغوجيا:
تعتبر البيداغوجيا ذات منطق خاص، ويعنى بأها في أدق تعاريفها التي نصيغها إليكم، أنها طريقة تدريس وتربية معينة، تستخدم كل آليات المعرفة، من فلسفة وعلم وفنّ للوصول إلى تطوير شخصية الإنسان، وفي ذلك نجد أن أقرب مرادف لها من الأدبيات الدينية الإسلامية هو مفهوم “التزكية” والذي يثوم على تخليص النفس من الآثام وتربيتها تربية صالحة باستخدام مناهج روحية وعقلية مختلفة.
وإلى هنا، وبعد إبحارنا في بحور المعرفة اليونانية، نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا الذي وضع بين أيديكم التعاريف الخاصة بمصطلح البيداغوجيا، مع تقديم المفهوم الخاص عنها، آملين أن نكون قد قدمنا لكم الفائدة.