محتويات المقال
لماذا سمي الرسول بالأمي، ما قبل بعثة النبي محمد -صلى الله عليه وسلّم- عُرف العرب في شبه الجزيرة العربية بالعديد من المهارات المميزة، وأبرزها الشعر، كما وعرف عنهم القيم الأخلاقية العالية التي يتحلون بها، ولكنهم في ذات الوقت عرفوا بالجهل، والجهل هنا لا يعني عدم علمهم بالمطلق، ولكنّه يعني بشكل دقيق جهل العرب وقتذاك بالكتابة والقراءة، حيث أنّ الأقوام المختلفة كانت تذم القارئ والكاتب، ولا ترى في امتلاك هذه المهارة أيّ فائدة تذكر، والنبيّ محمد ليس بدعا منهم، فهو إبن بيئته، وقد عرفت عنه العديد من الصفات، ولكن لماذا سُميّ بالتحديد بالرسول الأُميّ؟ هذا ما سوف نبينه لكم من خلال فصول مقالتنا عن النبي محمد، وحقيقة تسميتهِ بالرسول الأُميّ.
بعثةِ النبي محمدّ في بيئة الأُميين
بعثةِ النبي محمدّ في بيئة الأُميين، يقول جلّ من قائل: “هو الذي بعثَ في الأُميّين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين” صدق الله العظيم. تشير هذه الآية الجليلة من سورة الجمعة إصطفاء الله أمّة العرب أولا لتكون من الأمم المرحومة التي يبعث فيها من الأنبياء هُداة ودعاة، وثانيا إصطفاء النبيّ محمدّ من هذه الأمّة ليكون هو الشاهد والداعي والهادي، وفي هذا رحمة كبيرة، وكرامة خاصة لهذا النبيّ الأمي، وقبل التعريج على معنى الأميّة التي عرف بها رسول الله، لا بد أن نشير إلى أنّ الله بعث محمد الأميّ في بيئة أمية، وهذا يعني، أ،ّ البيئة التي بعث فيها النبي، كانت بيئة لا تجيد القراءة ولا الكتابة، أ, بالأحرى لا تهتم بهما، وذلك لإهتمامها في شؤون معرفية أخرى، مثل الأخلاق، والأدب، وغيرها، فالأميين هم الذين لا يجيدون القراءة ولا الكتابة، فهل معنى الأميّة التي عرف فيها رسول الله هي بذات هذا المعنى؟ هذا ما سوف نتطرق إليه في باقي فصول المقالة.
سبب تسمية النبي الأُمي بهذا الاسم
سبب تسمية النبي الأُمي بهذا الاسم، بالعطف على ما سبق من معلومات ذكرناها عن بيئة النبي محمد الأمية، والتي أتى فيها نص صريح بذلك، نجدّ أن النبي محمد كفرد عرف ووصف بالأميّة، وهي من أبرز صفاته التي يذكر بها، وسبب تسمته بذلك هو نفس سبب تسمية قومه بالأميين، حيث أن النبي الأكرم لم يكن مختلفا عنهم، فهو ابنهم، ومنهم، فكان مثلهم أُميّ، ومعنى الأميّة هنا أنه لم يكن يجيد القراءة ولا الكتابة، وذلك ليس لنقص في كماله صلوات ربي وسلامه عليه، إنما لطبيعة الحال، وطبيعة الثقافة التي كان يعيش بها، وهي ثقافة كما ذكرنا لا تهتم بالقراءة ولا بالكتابة، قدر اهتمامها بمعارف أُخرى، ولكن السؤال الذي يثور، هلّ ظل النبيّ محمد أميّ حتى وفاته؟ هذا ما سوف نشير إليه في تتمّة المقالة.
هل مات النبيّ محمد أميّاً
هل مات النبيّ محمد أميّاً، عرف رسول الله في حياته قبل البعثة ونزول الوحي، بأنه النبيّ الأمي، والذي كما وضحنا أي أنه لا يحسن القراءة والكتابة، ولكن هل أكمل بقية حياته على ذلك؟ في حقيقة الأمر هنالك أقاويل عديدة ذكرت في سيرته الشريفة تشير إلى أكثر من معنى مختلف، ولكنّ الراجح في القول، حسب العديد من العلماء، أنّ النبي محمد لم يكمل ما تبقى من حياته بعد البعثة أميّا بل علمه الله القراءة والكتابة، فلم يمت إلّا وقد فقههما، وذلك الذي ورد في العديد من الأحاديث الشريفة، والتي تشير إلى هذا المعنى بشكل صريح.
وإلى هنا نكون قد وصلنا وإياكم إلى خاتمة المقالة، والتي تناولنا فيها سبب تسمية الرسول محمد بالنبيّ الأمي، آملين من الله أن نكون قد وفقنا لتقديم الفائدة لكم.
إقرأ أيضا:
