محتويات المقال
ما معنى زواج مسيار وحكمه في الإسلام ، لنتعرف على ما معنى زواج مسيار وما هو حكمه في الإسلام زواج المسيار أو زواج الإيثار هو زواج ومصطلح اجتماعي انتشر في العقود الأخيرة بالدول العربية وبعض الدول الإسلامية ، ويعني أن يعقد الرجل المسلم زواجه على امرأة عقدًا شرعيًا مستوفي الأركان وتوافق الزوجة على التنازل عن السكن والنفقة ، وزواج المسيار محلل عند طائفة أهل السنة والجماعة.
الفرق بين زواج المسيار والزواج العرفي :
- زواج المسيار يوثق في الدوائر الحكومية، ولكن الزواج العرفي لا يوثق أبداً.
- الزواج العرفي تترتب عليه جميع آثاره الشرعية بما فيها حق النفقة والمبيت، ولكن في زواج المسيار يُتفق على إسقاط حق النفقة والمبيت (السكن).
الأسباب التي أدت إلى ظهوره :
- ازدياد العنوسة في صفوف النساء بسبب انصراف الشباب عن الزواج لغلاء المهور وتكاليف الزواج ، أو بسبب كثرة الطلاق ، فلمثل هذه الأحوال ترضى بعض النساء بأن تكون زوجة ثانية أو ثالثة وتتنازل عن بعض حقوقها .
- احتياج بعض النساء للبقاء في بيوت أهاليهن إما لكونها الراعية الوحيدة لبعض أهلها ، أو لكونها مصابة بإعاقة ولا يرغب أهلها بتحميل زوجها ما لا يطيق ، ويبقى على اتصال معها دون ملل أو تكلف ، أو لكونها عندها أولاد ، ولا تستطيع الانتقال بهم إلى بيت زوجها ونحو ذلك من الأسباب .
- رغبة بعض الرجال من المتزوجين في إعفاف بعض النساء لحاجتهن لذلك ، أو لحاجته للتنوع والمتعة المباحة ، دون أن يؤثر ذلك على بيته الأول وأولاده .
- رغبة الزوج أحياناً في عدم إظهار زواجه الثاني أمام زوجته الأولى لخشيته مما يترتب على ذلك من فساد العشرة بينهما .
- كثرة سفر الرجل إلى بلد معين ومكثه فيه لمدد طويلة ، ولا شك أن بقاءه فيه مع زوجة أحفظ لنفسه من عدمه .
حكم زواج المسيار :
لقد اختلف أهل العلم في حكم هذا النوع من الزواج إلى أقوال ، منهم من قال بالإباحة إلى الإباحة مع الكراهة إلى المنع منه ، وننبه هنا على أمور :
- أنه لم يقل أحد من أهل العلم ببطلانه أو عدم صحته ، بل منعوا منه لما يترتب عليه من مفاسد تتعلق بالمرأة من حيث إنه مهين لها ، ومن تعلقه بالمجتمع من حيث استغلال هذا العقد من قبل أهل السوء وادعاء أن عشيقها هو زوجها ، ومن تعلقه بالأبناء حيث سيكون تضييع لهم ولتربيتهم بسبب غياب الأب .
- أن بعض من قال بإباحته رجع إلى التوقف عن القول بإباحته ، ومن أبرز من قال بإباحته هو الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ عبد العزيز آل الشيخ ، ومن أبرز من كان يقول بإباحته ثم توقف فيه هو الشيخ العثيمين ، كما أن من أبرز من قال بالمنع منه بالكلية هو الشيخ الألباني .
- أن من قال بإباحة هذا الزواج لم يقل بتوقيته بزمان محدد مشابهة للمتعة ، ولم يقل بجوازه من غير ولي ؛ إذ الزواج من غير ولي باطل ، ولم يقل بجواز انعقاده من غير شهود أو إعلان ، بل لا بد من أحدهما .
آثار زواج المسيار على المجتمع :
يقف متبني قضايا المرأة والمدافعين عن حقوقها من مؤسسات أو أفراد موقفاً رافضاً لهذا النوع من الزواج من عدة منطلقات ومنها:
- زواج المسيار يتيح استغلال المرأة وحرمانها من حقوقها الطبيعيةفي السكن والنفقة التي يقرها الشرع وبعض الأحيان تجبر المرأة على الحرمان من إنجاب الأطفال.
- لا يوفر زواج المسيار الطمأنينة للطرفين حيث لا يتحقق فيه الاستقرار الأسري، وفي بعض الحالات قد يحدث خلاف على نسب الأطفال في حالة الإنجاب.
- تكثر معدلات الطلاق في حالات زواج المسيار بسبب عدم ترتب أي التزامات على الرجل ما يسهل عليه حدوث الطلاق ما قد يسبب الكثير من الإحباط النفسي للمرأة، وخاصةً إذا كان الزوج صغير السن وينتمي لفئة الشباب.
- يدفع الطمع بعض الرجال للزواج من النساء التي قد يكون لديهن بعض الأملاك الموروثة ويحاولون السيطرة عليها.
- بعض وجهات النظر ترى أن زواج المسيار يحول المرأة إلى سلعة جنسية يهدف الرجل الارتباط بها للإشباع رغباته ويتخلص منها فيما بعد.
وفي الختام إن زواج المسيار إذا استوفى شروط الزواج الصحيح من الإيجاب والقبول ورضا الولي والشهود أو الإعلان : فإنه عقد صحيح ، وهو صالح لأصناف معينة من الرجال والنساء تقتضي ظروفهم مثل هذا النوع من العقود ، وأنه قد استغل هذا الجواز بعض ضعاف الدين ، لذا فالواجب عدم تعميم هذه الإباحة بفتوى ، بل يُنظر في ظرف كل من الزوجين ، فإن صلح لهما هذا النوع من النكاح أجيز لهما وإلا منعا من عقده .