محتويات المقال
سورة الحديد هي سورة مدنيّة أي أنها نزلت على الرسول صلّى الله عيه وسلّم في المدينة المنورة، يبلغ عدد آياتها تسعاً وعشرين آية، وتأخذ الترتيب الخامس والسبعين ما بين سور القرآن الكريم.
لماذا سميت سورة الحديد بهذا الاسم؟
سُميّت سورة الحديد بهذا الاسم نظرًا لورود لفظ الحديد في آياتها، إذ ورد في قوله تعالى: {وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} [الحديد: 25] وهي السورةُ التي تناولت تخصيص الحديثَ عن هذا العُنصر، فلم يُذكر مخصصًا في غير هذا الموضع من القرآن الكريم، فكان سببًا في تسميةِ السورةِ بهذا الاسم.
أهم مواضع و مقاصد سورة الحديد :
إنّ لتنزيل سورة الحديد العديد من المقاصد و الموضع المهمة منها :
- بيان فضل وأهميّة الجهاد في سبيل الله تعالى .
- بيان حسن عاقبة المؤمنين بالله عزّ وجل وأنّ الله فضَّلهم على غيرهم من الأمم .
- بيّنت السورة الكريمة أنّ الدنيا زائلةً مهما تكاثرت الأموال والأولاد والرزق، فسوف يأتي يومًا تزول الدنيا بأكملها مهما تزيّنت.
- تربية المجتمع الإسلامي وتوجيهه بأسس العقيدة الصّافية والرّاسخة.
- ذكرت السورة بجلال الله تعالى، وعظمته، وسعة قدرته، وعموم تصرفه، وسعة علمه، والأمر بالإيمان بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.
- حذرت المسلمين من الوقوع في قساوة القلب التي وقع فيها قبلهم بعض أهل الكتاب
سبب نزول بعض آيات سورة الحديد :
نزلت كل آية من سورة الحديد لطرح عدّة مسائل كانت مرتبطة بأحداث زمن معين، منها:
- قوله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ}، أنزل الله سبحانه وتعالى هذه الآية على المسلمين ليحثّهم على الخشوع عند سماع آيات القرآن الكريم، إضافة إلى تذكر المواعظ الإلهية .
- قوله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ}، عن عائشة رضي الله عنها قالت: خرج الرسول عليه السلام على نفر من أصحابه في المسجد وهم يضحكون فسحب رداءه ووجهه محمر، فقال لهم: أتضحكون ولم يأتكم أمان من ربكم بأنه غفر لكم، فقالوا يا رسول الله ما كفارة ذلك؟ قال عليه السلام أن تبكون بقدر ما ضحكتم، فنزلت هذه الآية الكريمة.
- قوله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّه} عندا قدم المؤمنون إلى المدينة من رفاهية العيش ولينها ففتروا عن بعض ما كانوا عليه فعوتبوا حيث قال ابن مسعود : ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية إلّا أربع سنوات.
وفي الخاتمة قد وضحنا وبينا في هذا المقال سبب تسمية سورة الحديد بهذا الإسم وقد وضحنا أيضا أهم مواضع و مقاصد سورة الحديد وسبب نزول سورة الحديد .