محتويات المقال
يعدّ التنمّر واحدا من أخطرِ السلوكيات السلبيّة التي قد تسمم بتفشيها المجتمع، وتفتت بما تبثه من كراهية روابط المودّة والتواصل الحسن بين الناس، حيث أنه يتغذّى في تفشيه على جرح الآخر والسخرية من نقاط ضعفه، دون الأخذ بعين الاعتبار ضرورة التمسك بكل القيم الجميلة؛ من محبة ورحمة ولطف، كما أنّ للتنمر آثار سلبية عديدة أخرى، تعود بالسوء على المتنمر ذاته قبل الضحية التي يتم التنمر عيلها، وفي توضيح هذا خصصنا لكم مقالتنا لهذا اليوم، راجين أن تعمّ الفائدة.
خطر ظاهرة التنمّر من وجهة نظر علماء النفس:
يعتبر التنمر من وجهة نظر نفسية، واحد من أبرز السلوكيات الخطير الخاطئة، والتي لا بدّ من علاجها منذ الصغر، وتزداد خطورة التنمر خصوصا بين الأطفال، حيث يرى علماء النفس، أن الفئة الأكثر عرضة للتنمر غالبا هم صغار السن، بحكم كونهم أكثر هشاشة، وأقل قدرة على الدفاع عن أنفسهم.
كما وتتمادى خطورة التنمّر على كافة شرائح المجتمع، بما تبثه من روح الكراهية، وبما تأثر به على هدم الإنسان وفقدان ثقته بنفسه، وبالتالي تعريضه للعديد من المشاكل النفسية التي قد تحطم حياته.
التنمر من وجهة نظر شرعية:
تعدّ الشريعة الإسلامية هي المرجعية الأولى للعرب والمسلمين في أخذ الأحكام المتعلقة بشتى مجالات الحياة، والتي منها الشؤون الاجتماعية، وبناء على ذلك، فإن الشريعة الإسلامية السمحاء، جعلت التنمّر من ضمن السلوكيات المذمومة شرعا، حيث أنها أمرت بخلافه تماما، فهي دوما تعتني ببث روح المحبة والتآخي، ونبذ الكراهية والحقد، بوعي منها فيما قد يبني الانسان وفيما قد يهدمه، وعليه فإن الشريعة الإسلامي تستنكر التنمر، وتضعه في قائمة السيئات لديها تلك التي يترتب عليها أكبر العقوبات عند الله.
علاج ظاهرة التنمر:
بناء على كل ما أسلفنا قوله من مخاطر جسيمة تترتب على سلوك التنمر، سواء كانت على المجتمع وتواصله، أو على الفرد ذاته، فإن التفكير في طريقة علاج لهذه الظاهرة، هو أكثر الأمور ضرورية، وفي ذلك نجد الكثير من الأبحاث التي توضح مسئولية المجتمع بكل تكويناته تجاه علاج هذه الظاهرة، ومن أهم المؤسسات التي قد تلعب هذا الدور هي المؤسسات التعليمية، بحكم كونها المؤسسات الأهم المناط بها دور التربية، فعليها إذن التوعية في هذا المجال، ووضع خطة منهجية لبث روح المحبة بين الأفراد، ما قد يأثر على المجتمع بكبره، وصولا للحدّ من هذه الظاهرة الخطيرة.