صلاة الاستخارة لها مكانة ضخمة في حياة الإنسان دينياً ومعنويا، حيث أنها تؤدي إلي حصول المسلم على المغفرة والرضوان من الله تعالى، حيث أن الرجل يؤدي صلاة الاستخارة وهي اهم العبادات إلى الله، ثم أن الصلاة تجمع بين كل العبادات التي فرضها الله على عباده, كما تنفع صلاة الاستخارة المسلم في رد القضاء وذلك من طريق الدعاء الذي يتضرع به العبد إلى الله في هذه الصلاة، أو التقليل من حدة القدر الذي ينزل على المسلم عبر صلاة الاستخارة، وذلك تصديقاً لقول رسول لله صل الله عليه وسلم “إنَّ العبدَ ليُحرمُ الرزقَ بالذنبِ يصيبُه، ولا يردُّ القدرَ إلا الدعاءُ ولا يزيدُ في العمُرِ إلا البرُّ”.
كيف أعرف نتيجة صلاة الاستخارة
صلاة الاستخارة تشتهر بصلاة الاستِخارة بأنّها طلب المُسلم الخِيرَة من ربّه، وتكون في الأُمور المشروعة أو الحلال، وقد شرعها النبي -عليه الصلاة والسلام- لأُمّتِهِ ليطلبوا الخير في أمور حياتهم، وذلك بدلا عمّا كان يُفعل في الجاهليّة من التطيُّر، والاستفهام بالأزلام والقداح, وتُعدّ الاستخارة طاعةً وعبادةً وامتثالاً لأمر الله ورسوله.
كيف تعرف جواب صلاة الاستخارة وتُعرف نتيجة الاستِخارة بواسطة ما يُقدّره الله -تعالى- للإنسان بعد فِعلِها، وليس ضروريا كما يعتقدُ البعض حُصول رؤيا في المَنام، ولكن تُعرف بتيسير الله -تعالى- له لذلك الأمر أو منعه عنه، فهو يثمن له الخير وإن لم يعلمْه المسلم، وفي ذلك انقيادا للنبي -عليه الصلاة والسلام- في الاستِخارة والاستِشارة, كما أنّ المسلم يعرف نتيجة استِخارتِهِ بواسطة الإحساس النّفسيّ بعد صلاة الاستِخارة، وما يُيسّره الله -تعالى- له في أموره.
كيفية صلاة الاستخارة
وذهب بعض العُلماء إلى استحباب قراءة قول الله -تعالى- في الرّكعة الأولى: (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّـهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ* وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ* وَهُوَ اللَّـهُ لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ).
وفي الرّكعة الثانية يقرأ قوله -تعالى-: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا). ويجوز القراءة بغيرِهما.
- تُصلّى صلاة الاستخارة ركعتين.
- ثُمّ يدعو المسلم بعد السلام، أو قبل السّلام وبعد الانتهاء من التشهُّد بالدُّعاء الوارد عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، وهو: (اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي -أوْ قالَ عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ- فَاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لي فِيهِ، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي -أوْ قالَ في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ- فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أرْضِنِي قالَ: «وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ»).
- وتكون هاتان الرّكعتان نافلةً، ويُفضّل أن يقرأ المسلم في الرّكعة الأولى من صلاة الاستخارة بعد سورة الفاتحة سورة الكافرون، وفي الرّكعة الثانيّة من صلاة الاستخارة بعد الفاتحة سورة الإخلاص.
حكم تكرار صلاة الاستخارة
الأصل عدم إعادة صلاة الاستخارة في وضع تبيّن للإنسان شيءٌ بعد الاستخارة، وإذا لم يتبيّن له شيءٌ وبقي مُحتاراً؛ فيُشرع له تكرارُها، وأمّا ما يعمله المسلم بعد صلاة الاستخارة، فيُقْدِم على العمل ولا ينتظر شيئاً من الدلالات.
وقال بعض أهل الاختصاص إنّ المسلم يبقى يُصلّي صلاة الاستخارة ما دام لم يتبيّن معه شيءٌ، وقيل يُخالف الإنسان ما تهواه نفسه قبل الاستخارة؛ لأنّ ذلك من الأُمور الإيجابية، وسبب اختلاف العُلماء في ذلك هو عدم وجود دليلٍ صريحٍ يُبيّن الدلالات التي تعقب صلاة الاستخارة, الشّعور بالنشاط والارتياح للعمل الذي أستخار له الإنسان، فيُشرع له المُضيّ فيه صلاة الاستخارة ركعتان، النبي ﷺ قال: إذا هم أحدكم بأمر فليصل ركعتين، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تعلم ولا أعلم، وتقدر ولا أقدر، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر ويسميه باسمه يقول: هذا الأمر، زواجي بفلانة، أو سفري إلى محل كذا، أو شراء كذا، أو ما أشبه ذلك.
.