محتويات المقال
يعتبر زواج المسيار من الأمور التي تثير الجدل كثيرا في الأوساط الإسلامية، خاصة جماعات العلماء ورجال الدين المسلمين، وذلك نظرا لحساسية هذا الموضوع، و تركيزه بشكل كبير على مسألة شديدة الأهمية وهي إختلاف العقد فيه بشكل بسيط عن عقد الزواج الإسلامي المتعارف عليه، وسنتكلم في هذا المقال ونجيب عن سؤال هل زواج المسيار مثل الزنا؟
هل زواج المسيار مثل الزنا؟
هل زواج المسيار مثل الزنا؟، يعتبر العقد في هذا الزواج كاملا وحسب رأي أغلب العلماء وهو يشبهه إلى حد كبير، وقد أحله أغلب علماء المسلمين وهو لايعتبر زنا عندهم وينقسم العلماء في عدة آراء بين مؤيد ومعارض ونلخص هذه الآراء بما يأتي :
- المانعون: وهم من رأوا أن زواج المسيار وإن كان عقده صحيحا في توافر الأركان والشروط إلا أنه مخالف لمقاصد الشريعة في الزواج من تحقيق المودة والسكن ونحوهما من المقاصد الإسلامية في عقد الزواج.
- المجيزون: وهم الذين رأوا أن العقد قد تحققت جميع أركانه وشروطه، فلا سبيل للقول بحرمته أو منعه، بالإضافة إلى تحقيقه لمصالح بعض الأزواج الذين لا تمكنهم ظروفهم من الزواج العادي وإن قالوا أن الزواج العادي أفضل منه وأقرب إلى روح التشريع، وأما ما يذكره المانعون من مشاكل فهي موجودة في الزواج العادي كالطلاق وغيره.
- المجيزون مع الكراهة: وهم الذين أجازوا زواج المسيار ولكنهم قالوا بكراهته لأنهم يرون فيه من امتهان للمرأة وكرامتها.
ماهو زواج المسيار حسب تعريف الشرع
هل زواج المسيار مثل الزنا؟، يعرف زواج المسيار وفق أهل السنة والجماعة، والذي انتشر في كثير من الدول العربية، وبشكل أكبر في الدول الأجنبية أنه عقد زواج كامل الأركان يستوفي كافة الشروط التي في عقد الزواج باستثناء تنازل المرأة عن المسكن والنفقة، وقد حلله أغلب جمهور السنة والجماعة.
ومن الشيوخ الذي قالوا أن زواج المسيار حلال الشيخ يوسف القرضاوي والشيخ ابن باز، وقد شهد هذا النوع من عقود الزواج نقاشات كبيرة وواسعة في الأوساط العلمية الإسلامية وبين علماء المسلمين على حد سواء.
الفرق بين زواج المسيار والزواج العادي
أجبنا بداية عن سؤال هل زواج المسيار مثل الزنا؟، وسنكمل الآن بتحديد الفرق بين المسيار والزواج العادي :
- الزواج الشرعي في الإسلام : ارتباط بين مسلم ومسلمة وفق عقد قانوني وشرعي، ويكون بحضور وموافقة كل من أهل الزوج والزوجة ويكون علنيا وبنية العفاف والكفاف وتحقيقًا لأوامر الله ورسوله، إضافة إلى استيفائه لكافة عقد الزواج في الإسلام، كالمهر والمسكن والنفقة.
- زواج المسيار : هو ارتباط بين مسلم ومسلمة وفق عقد قانون شرعي، ولا يشترط فيه حضور الأهل، ويكون علنيا، لكنه لايستوفي شروط العقد الإسلامي للزواج، حيث تتنازل المرأة عن النفقة والمسكن، وينتشر هذا النوع في الدول الغربية بشكل كبير بين المسلمين.
الأسباب التي أدت إلى ظهور زواج المسيار
سنضع ختاما أهم الأسباب التي أدت إلى ظهور هذا النوع من الزواج في الأوساط الإسلامية :
- العنوسة : والتي ازدادت بشكل كبير في صفوف النساء بسبب اعراض الكثير من الشباب عن الزواج بسبب ارتفاع تكاليف الزواج والمهور ، وبسبب ازدياد حالات الطلاق بشكل كبير، وبسبب هذا تقبل بعض النساء بأن تكون زوجة ثانية أو ثالثة مع التنال عن حقوقها.
- حاجة بعض النساء للبقاء في بيت أهلها، إما لكونها الراعية الوحيدة لأأهلها ، أو لكونها مصابة معاقة ولا يرغب أهلها بتحميل الزوج مالايطيق، ويبقى على اتصال معها دون ملل أو تكلف ، أو لكونها عندها أولاد ، ولا تستطيع الانتقال بهم إلى بيت زوجها ونحو ذلك من الأسباب.
- رغبة بعض الرجال من المتزوجين في إعفاف بعض النساء المحتاجات لهذا ، أو بسبب حاجته للتنوع والمتعة الشرعية، بشرط أن لا يؤثر ذلك على بيته الأول وأولاده.
- خوف الزوج من عدم إظهار زواجه الثاني أم زوجته الأولى وذلك خشية أن يفسد هذا العشرة والمودة التي بينهما.
- سفر الزوج لبلد ثان بشكل كبير، وجلوسه فيه لمدة طويلة خاصة إذا كان بلدا أجنبيا الأمر الذي يدعوه لهذا النوع من الزواج ليحفظ نفسه.
لقد وضعنا لكم وفي هذا المقال تفصيلا مطولا عن زواج المسيار، والفرق بينه وبين الزواج العادي، ومشروعيته في الإسلام، وأهم الأسباب التي تدعو الرجل والمرأة للموافقة على هذا النوع من الزيجات.
